روتيني الصباحي: سولومون بومجارتنر أفيلز الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات لافارج
سولومون بومجارتنر أفيلز الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات لافارج: روتيني الصباحي فقرة أسبوعية نتحاور خلالها مع أحد الأفراد الناجحين في مجتمعنا وكيف يبدءون يومهم، كما نطرح عليهم بعض الأسئلة المتعلقة بأعمالهم. ويتحدث إلينا هذا الأسبوع سولومون بومجارتنر أفيلز الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات لافارج.
اسمي سولومون بومجارتنر، وأحمل أكثر من جنسية: أقول هذا لتوضيح أنني جئت من خلفيات مختلفة، إذ أن أمي أفريقية، وأبي سويسري، وقضيت طفولتي في السعودية. لدي خلفية مهنية هندسية وشغفي الأول الناس. توليت عدة مهام وظيفية على مدى العشرين عاما الماضية وحتى الآن مع لافارج في جميع أنحاء القارات الخمس.
أرى نفسي في عملي كمدرب وميسِّر: دوري كميسِّر خلال فترة "كوفيد-19" يعني إرشاد الناس، تطوير روتينهم، والمساعدة في تسهيل مهامهم. وكمدرب، بأن أعمل على إبقاء الجميع يقظين، ومتسقين، ومتواصلين.
لافارج مصر تعمل من المنزل منذ مارس الماضي: مع تخفيف الإجراءات قليلا، تركنا الأمر لفريق العمل ليقرروا إذا ما كانوا يرغبون في العودة للعمل من المكتب، لكن في نوفمبر عدنا للعمل من المنزل بشكل كامل. شخصيا، أرى أن التواجد مع الناس مهم، لذا كلما سنحت الفرصة كنت متواجدا بنفسي. لكن بالتأكيد لا أستطيع أن أطلب من الموظفين تعريض أنفسهم لخطر الإصابة في حين إنني آمن في منزلي. يعمل لدينا 1100 موظف تقريبا في الموقع وبين 400 إلى 600 موظف في مكتبنا. ويجري العمل في موقع التصنيع، حيث يوجد معظم الموظفين على مدار الساعة أسبوعيا، حيث العمل من المنزل ليس خيارا حقيقيا.
وصلت قبل يومين من الإغلاق: في أول شهر في هذه الوظيفة، اتخذت أول قرار محوري بإرسال الجميع للعمل من المنزل. وبناء العلاقات خلال تطبيقات زووم ومايكروسوفت تيمز لم يكن سهلا أبدا. ورغم كفاءة هذه التطبيقات، إلا أنها لم تكن كافية لبناء العلاقات. كنت أدير كل صغيرة وكبيرة أكثر مما كنت أريد في البداية، لكن هذا كان ضروريا لتعزيز الروتين اليومي ووضع استراتيجية معا.
كنا قادرين على بدء العمل من خلال زووم منذ اليوم الأول: كانت شبكة العمل عن بعد لدينا قادرة بالفعل على دعم ورديات العمل من المنزل دون عناء، إذ كانت ميزة كبيرة سمحت لنا بالتواصل حتى مع عائلات موظفينا. كان الأمر ضاغطا على الجميع في البداية لكننا أطلقنا استطلاعا موسعا عن مهام العمل ووجدنا أن معظم موظفينا يفضلون نظام العمل الجزئي من المنزل. كنا أكثر كفاءة وفاعلية عندما اختار موظفينا الأنسب بالنسبة لهم.
ولأنني جئت من خلفية رجل عمل بالمصانع، اعتدت الاستيقاظ باكرا. أبدأ يومي تقريبا في الساعة الخامسة صباحا. أرسل وأستقبل رسائل البريد الإلكتروني، أقرأ نشرة إنتربرايز من المنزل إذ يكون البيت هادئا وجميلا. وبمجرد إتمام المهام الإدارية، أتناول فطوري مع عائلتي. لدي ولدين أحدهما في التاسعة من عمره والآخر في الثالثة. أوصل ابني الأكبر إلى المدرسة في السابعة صباحا وأتوقف لدى ستاربكس قبل التوجه للمكتب.
ستاربكس جزء حيوي من روتيني الصباحي، لأنه يمثل الإشارة الأولى للبدء في العمل ويساعدني في معرفة كيف سيسير اليوم. في التاسعة صباحا، أعقد اجتماعات فردية مع قيادات الشركة ونلتقي مرتين في الأسبوع كفريق لتقييم الأداء متابعة معايير الصحة والسلامة. وعادة في الظهيرة، أحاول أن أتواجد في الموقع أو ألتقي بالعملاء، والتي أجريها على الأغلب على تطبيق "ديو" منذ بداية الجائحة. وأقضي ساعاتي الأخيرة في العمل أتفحص أرقام اليوم وأجمع الأسئلة التي سأطرحها على فريقي في الصباح التالي. أصل المنزل في الساعة الثامنة مساء تقريبا، أتناول العشاء مع عائلتي ثم أسترخي بحلول التاسعة حيث أقضي بعض الوقت مع زوجتي قبل الخلود إلى النوم.
أتلقى دروس اللغة العربية في الصباح ثلاث مرات أسبوعيا، لكن ينبغي القول إنها أصعب مما كنت أتوقع. اللغة العربية في الواقع هي لغتي الأولى إذ أنني قضيت طفولتي في السعودية، وظننت أنها ستظل محفورة في مكان ما في وعيي. وأيضا أمارس الملاكمة منذ وصولي إلى مصر، إنها رياضة رشاقة ومتعددة الجوانب ومناسبة تماما للوقت الذي نعيش فيه.
يجب أن تضمن أداء عملك على أكمل وجه، دون استنفاد نفسك: لطالما كنت أميل إلى أن أستهلك نفسي في العمل، لكنني تعلمت أننا بحاجة أن ندرك ما نفعله وكيف نفعله. وفي هذا الشأن يقول إيكهارت تول: "أينما حللت، كن متواجدا بكل جوارحك". حاولت تطبيق هذا المبدأ في الحياة بشكل عام، وتحديدا عندما أكون مع عائلتي أذكر نفسي دائما أن أكون معهم بكل جوارحي وكل تركيزي. لا معنى لأن تكون معهم وأنت تفكر في العمل، بهذه الطريقة لن تحقق شيئا.
علمني الوباء أهمية التعاون لمواجهة المشكلات: أصبحت المشاركة في زمن "كوفيد-19" ضرورية على المستوى المؤسسي والعالمي. وأكثر ما لفت انتباهي في 2020 كان معرفة أننا لسنا وحدنا في هذه الأزمة، وأننا نواجه التحديات معا ونجد الحلول لمشكلاتنا المشتركة سويا.
أحاول البقاء على تواصل مع الناس في مصر والمساعدة في فترة "كوفيد-19": نقدر جميعا في لافارج المسئولية المجتمعية، وقد وصلنا إلى أكثر من 150 ألف شخص من خلال برامج دعم لتوزيع معدات الحماية الشخصية الطبية، والطعام، وغيرها من المواد الضرورية لمن يحتاجون إليها.