صناع الأسمنت: جائحة كورونا زادت من مشكلات القطاع ونحتاج مبادرات تحفيزية
حدد صناع الأسمنت المشكلات التي طرأت على القطاع نتيجة ظهور جائحة كورونا، والتي زادت من التحديات التي يواجهونها، وفي مقدمتها الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، مطالبين الحكومة بضرورة تقديم المزيد من المبادرات التحفيزية لزيادة الطلب ومساندة القطاع.
وأضافوا خلال فعاليات مؤتمر “إنترسيم” الافتراضي، أن الدولة أطلقت عدة مبادرات على مدار الأشهر الماضية، إلا أن القطاع لم يستفد منها بالصورة المطلوبة في ظل الأزمات المتتابعة التي يعاني منها، خاصة ارتفاع تكاليف الإنتاج وزيادة المعروض وضعف الطلب.
اضغط لتحميل العدد السادس من نشرة حابي
وقال المهندس طارق طلعت، العضو المنتدب لشركة مصر للأسمنت قنا، إنه منذ عام 2016 وحتى هذه اللحظة، وفي ظل تبعات جائحة فيروس كورونا التي أثرت على قطاع الأسمنت، لوحظ تراجع حاد في الطلب مع فائض في الإنتاج، مشيرا إلى أنه على الرغم من المساعي الجادة والمخلصة التي بذلتها الحكومة لخفض تعريفتي الغاز الطبيعي والكهرباء، إلا أن الصناعة لم تستفد بتلك المساعي سوى استفادة طفيفة ولحظية لم تدم طويلاً.
وأضاف: “لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، ينتظر القطاع المزيد من مبادرات الدولة لتحفيز الطلب على الأسمنت والمنتجات ذات الصلة”.
وتوقع طلعت ازدهار قطاع أعمال الخرسانة الجاهزة في الفترة المقبلة نتيجة مساعى الدولة الأخيرة في تخصيص مبالغ لقطاع البناء في 2020/2021، ضمن خطة التنمية الاقتصادية.
ومن جانبه ناقش سولومون أفيليس، الرئيس التنفيذي لشركة لافارج مصر، الأهمية الحيوية لإدارة تداعيات تفشي فيروس كورونا بالتزامن مع بذل الجهد لتحقيق التنمية المستدامة، معربًا عن سعي لافارج مصر لتعزيز جهودها ضمن إطار المسئولية المجتمعية من خلال التركيز على 4 دعائم رئيسية؛ تتمثل في المناخ والطاقة، والاقتصاد الدوار، والبيئة، والمجتمع.
وأوضح أفيليس أنه بتسليط الضوء على ركيزة المناخ والطاقة، وضعت لافارج مصر خريطة طريق جادة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والقضاء عليها بحلول عام 2050. ومن خلال ركيزة الاقتصاد الدوار، ستقوم الشركة باستعادة النفايات بمقدار 10 أضعاف.
وتابع أنه لدعم ركيزة الحفاظ على البيئة، أبرمت لافارج مصر شراكة استراتيجية مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) للحد من تسرب النفايات البلاستيكية في مصر، مع منع استخدام المياه العذبة.
وفيما يخص ركيزة المجتمع، قال إن لافارج مصر كرست إمكانياتها بحيث تكون عضواً مؤثراً تأثيرا إيجابيا في المجتمع بتوجيه استثماراتها لتحسين الحياة المعيشية للألاف من خلال مبادراتها الفعالة للمسؤولية الاجتماعية التي تغطي مجالات التعليم، والرعاية الصحية، وفرص الأعمال التجارية، والأعمال التطوعية، ومشاركة أصحاب المصلحة، جنباً إلى جنب مع حقوق الإنسان”.
واستعرض مارك أديب، محلل قطاع التشييد ومواد البناء في شركة فاروس القابضة، حجم التحديات الكبيرة ومدى الصعوبات التي واجهتها صناعة الأسمنت في مصر، وتأثرها الناجم عن الإغلاق أثناء جائحة فيروس كورونا.
وأشار أديب إلى أنه مع استمرار الديناميكيات الحالية لقطاع الأسمنت التي تمثل تحدياً استثنائياً في الوقت الراهن، فإن المبادرات الحكومية لخفض تعريفات الطاقة على أهميتها لم تكن ذات تأثير كبير.
ولفت إلى أنه مع ذلك، فمن أجل تنشيط القطاع، يجب على الحكومة التدخل لتشجيع الطلب على منتجات الأسمنت على المدى القصير، وأضاف توقعاته بأنه سيكون هناك دمج وتوحيد لجهود مؤسسات القطاع على المدى المتوسط، كما سيشهد القطاع نمواً صحياً لمعدلات الطلب مع ارتفاع معدلات الاستخدام على المدى الطويل.”